لبّى إعلاميون ومثقفون جزائريون نداء الضمير الإنساني، في وقفة أمام السفارة المصرية بالجزائر، صبيحة أمس، تعبيرا عن غضبهم ورفضهم للمجازر الجماعية المرتكبة في مصر، و تبرؤا من إعلام العار المضّلل للرأي العام بقلب الحقائق وتشويهها. في حين حالت التعزيزات الاستثنائية لقوات الأمن، التي طوقت محيط السفارة المصرية والمنافذ المؤدية إليها، من وصول جموع الإعلاميين والمثقفين والمواطنين إلى مبنى السفارة المصرية.
"إعلاميون أحرار... ضد القتل وإعلام العار"... "سلمية سلمية.. من أجل الشرعية".. "لا إله إلا الله والسيسي عدو الله".. "يا شهيد العدوية.. قتلتك الصهيونية.. قتلتك السعودية".. هي شعارات رفعها عشرات الإعلاميين والمثقفين الجزائريين وعدد من المواطنين من المارة المشاركين في وقفة "الضمير الإنساني"، غير بعيد عن مقر السفارة المصرية بالجزائر العاصمة، التي دعا إليها إعلاميون ونشطاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي، عقب مجازر ميدان رابعة والنهضة ورمسيس، تنديدا بجرائم "السيسي"، وفضحا لإعلام العار، وتضامنا مع أهالي ضحايا المجازر في ميادين مصر.
متحدون.. ضد قتل الإنسان
وشارك في الوقفة السلمية عشرات الإعلاميين والمثقفين الجزائريين من مختلف وسائل الإعلام الخاصة والعمومية وحتى مراسلون جزائريون لقنوات أجنبية ممثلين لمختلف الأطياف والاتجاهات الفكرية، ما يعكس حيادية الوقفة عن أي توجه فكري أو سياسي وانحيازها للإنسان وحقه في الحياة والتعبير عن رأيه، بعيدا عن القتل والحرق والعنف المدمر.
كما حظيت الوقفة بتغطية إعلامية واسعة من قبل وسائل الإعلام من صحف وقنوات تلفزيونية محلية، فضلا عن حضور مراسلي الفضائيات العالمية، لنقل موقف جمع كبير من النخبة الجزائرية الرافض والمستنكر لمجازر "السيسي" في حق مؤيدي الشرعية، بالإضافة إلى مشاركة عدد من النشطاء الحقوقيين والأئمة الذي أبوا إلا أن يشاركوا الإعلاميين وقفتهم ضد القتل والعنف الهمجي الذي تشهده مصر.
فضح لـقنوات الفتنة وتبرئة من إعلام العار
كما تبرأ الإعلاميون المشاركون في الوقفة من إعلام "العار" و قنوات الفتنة المضلّلة للرأي العام بقلب الحقائق وتشويهها بفيديوهات مفبركة وبرامج تلفزيونية تبرر جرائم "السيسي" وتباركها، بل تحضّ على مواصلة قتل المصريين وإبادتهم وإشعال نيران الفتنة بين مؤيدي الشرعية وعناصر الجيش والشرطة، وحتى بين مسلمي مصر وأقباطها، في محاولة لتفجير حرب طائفية أهلية بين المصريين بنشر أخبار مغلوطة وكاذبة عن حرق الكنائس. في حين تجاهلت هذه القنوات صور الجثث المتفحمة بميدان رابعة والنهضة والجثث المتعفنة المتكدسة بمساجد الفتح والإيمان، محمّلة الإخوان مسؤولية المجازر. في حين أن مؤيدي الشرعية وضحايا فض الاعتصامات بالقوة هم من مختلف أطياف وفئات المجتمع المصري المؤيدين للشرعية الرافضين لحكم العسكر.
تطويق أمني لمبنى السفارة المصرية ومحيطها..
وعزّزت مصالح الأمن منذ الساعات الأولى لنهار أمس تشكيلاتها الأمنية المطوقة لمحيط السفارة المصرية بالجزائر في أعالي حيدرة بالعاصمة. كما انتشرت عناصر الشرطة في مختلف المنافذ المؤدية إلى مبنى السفارة المصرية، للحيلولة دون وصول الجموع المنددة بجرائم "السيسي" إليها أو حتى الاقتراب منها، حيث التزم الإعلاميون والمثقفون وجميع المواطنين المشاركين في الوقفة بالأرصفة المحاذية لمفترق طرق "حيدرة لاكولون" المؤدي إلى مقر السفارة، احتراما لمنظمي الوقفة وتفاديا للاصطدام مع عناصر الأمن التي اكتفت بتسيير حركة المرور.
مواطنون ينضمون عفويا إلى الوقفة.. هذا أضعف الإيمان
وانضم العديد من المواطنين من المارة بمحيط السفارة المصرية بحيدرة إلى وقفة الإعلاميين والمثقفين الجزائريين التي دعا إليها عدد من النشطاء عبر شبكات التواصل الاجتماعي، تضامنا مع الشعب المصري، وتنديدا بقتل الأبرياء والعزل في الميادين، حيث اعتبر العشرات من المواطنين أن التنديد بمجازر "السيسي" هو واجب كل جزائري حرّ وليس فقط الإعلاميين والمثقفين، معتبرين أن الوقوف بطريقة سلمية منددين بجرائم ضد الإنسانية هو الحد الأدنى من الضمير الإنساني الذي يبكي دما لصور مجازر ميادين مصر.