كل الاخبار/ عبد الأمير رويح
عجوز مسنة تفترش الرصيف وتلتحف عباءتها الباليه التـي غيرت لونها اشعة الشمس والأتربة فأكسبتها لون الذل والهوان, عجوز تفترش الطريق تقلب بصرها يمينا وشمالا تنظر وجوه الشباب المارة بعينين دامعتين... تنهض صارخة بصوت حزين يا الله ثم تعود الى مجلسها تعيد النظر بتلك الوجوه العابرة وكأنها تبحث عن شخص عزيز!! هذا هو حال تلك العجوز بعد ان فقدت ولديها في انفجار غادر وجبان افقدها كل أحلامها الرائعة وسلب منها أغلى جواهر الحياة وافقدها عقلها سلبها أمنيات الأم الحالمة بأن تدفن بأيدي أبنائها.
من العجيب ان تلك السيدة كانت تعاني الويل والثبور من تصرفات ابنائها لكن قلب الام ارحم من ان يحمل حقدا عليهم هذه القصة نقلها لنا الاخ ابو ايهاب في حديث عن عقوق الوالدين.
قصة أخرى نقلها لنا الاخ مازن تحدث فيها عن استاذ ومرب هو السيد فاضل فقد احترامه وهيبته في اعين الناس بعد ان كرر اعتداءاته على والده المسن الذي أفنى زهره حياته في تربيته وتربية إخوته حتى وصلوا الى ما وصلوه.. تعب وسهر وعذاب كانت مكافئته لكمات وشتم وإهانة في وسط الطريق!
مع هذه القصص المؤلمة كان لشبكة النبأ المعلوماتية هذه الوقفة القصيرة مع بعض الأخوة لمعرفة ارائهم باسباب عقوق الوالدين.
احمد 38 سنه يوعز أسباب عقوق الوالدين الى التربية الخاطئة والدلال الزائد كما يعبر عنه ويستشهد بقصة واقعية عاش تفاصيلها حيث يقول: إحدى قريباتي فقدت زوجها الذي ترك لها طفلين عكفت على تربيتهما تربيه صالحه وبمراقبة مستمرة من اهلها حتى اوصلتهم الى مصافي الرجال لكن الشيء الوحيد الذي اخطأت به هو انها اعطت ولدها الكبير حنان اكثر مما يستحق واعطته دلال غير مجرى حياته فهي لم ترفض له اي طلب وكانت تسكت عنه حين يهينها ويضربها حتى تطورت تلك الحالة واصبحت شيء معتاد عند ذلك الفتى الذي لازال يستخدمه حتى بعد ان تزوج واصبح اباً فهو لا يتوانى عن اهانة والدته امام زوجته وابنائه الذين اصبحوا يقلدون أباهم في كل تصرفاته مع تلك الجدة المسكينة.. نتائج غير متوقعة جنتها تلك الام!
ابو حسن يقول قال تعالى: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا)... ويتابع: ان اسباب عقوق الوالدين متعددة منها الابتعاد عن تعاليم الدين الاسلامي الحنيف الذي فرض علينا اطاعة الأبوين وتقديسهم, وكذلك التأثر بمنجزات الغرب وافكارة الهدامة التي تغلغلت في مجتمعاتنا الاسلامية وانتشرت كنار في الهشيم.
ويضيف ابو حسن لـ(شبكة النبأ المعلوماتية) : اذا امعنا النظر في قوانيننا الوضعية فأننا سنلاحظ ان فيها الكثير من الهفوات والثغرات ومنها حقوق الوالدين بل ان بعض هذه التشريعات فيها اجحاف واضح بحق الوالدين قوانين تتيح للأبناء التمرد والتعالي بإسم الحرية التي أسيئ فهمها والتعامل بها.
ابو نداء يرى ان الأبوين هم من يتحمل النتائج لان كل ما يبنى على خطأ فهو خطأ لذلك فالتربية الخاطئة تاتي بمردود سلبي ينعكس على تصرفات الابناء وبتالي سيخلق مجتمعا متفككا هذا من جانب والجانب اخر هو الاهمال بكل صوره سواء اكان متعمدا او اهمالا غير مقصود بسبب مشاغل الحياة وادارة شؤون الاسره وتوفير لقمة العيش.
ويتابع مع (شبكة النبأ المعلوماتية) : لذا فمن الضروري على الاباء والامهات ملاحظة كل جوانب التربية الصحيحة والاهتمام بالابناء ومنحهم عناية اكثر ومشاركتهم الاراء لتعزيز الثقة في نفوسهم لانها ستولد الحب وان وجد الحب عم الخير وتلاشت المشاكل.
اما ابو علاء رجل أربعيني يقول: اعتقد ان ما يطرح هي حالات فردية قليلة في مجتمعاتنا الاسلامية لكنها في نفس الوقت ولقلتها حالات مؤلمة ومؤسفة, ومن وجهة نظري الشخصية هي ديون تسترد في ازمنة مختلفة.
ويضيف: لي موقف وتجربه مع قصه عن رجل أساء التصرف مع ابيه ولم يحترم شيبة والدته وقد لاقى نفس المصير من ابنائه حتى ان سوء عاقبته جعلته يموت وحيدا في احدى ردهات المستشفى وذلك لانشغال الابناء عنه في ادارة اعمالهم واعتقد ان مصيرهم سيكون من نفس مصير اسلافهم وعليه يجب علينا التعلم والاعتبار من هذه القصص.
يعد الاسلام من اعظم الديانات التي اهتمت بالبناء الاسري لما له من اهمية كبيرة وقد كرم ديننا الحنيف الوالدين واعطاهم مكانتهم القيمه وقد وردت في ذلك العديد من الايات الكريمة والاحاديث الشريفة نذكرمنها قوله تعالى: (( وقضى ربك ألا تعبدو إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما* واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب إرحمهما كما ربياني صغيرا )) سورة الاسراء.
وقولة عز من قال: (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاَ وبالوالدين احسانا )) سورة النساء.
وورد في بعض الأخبار القدسية: "بعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لو ان العاق لوالديه يعمل بأعمال الأنبياء جميعا لم اقبلها منه".